الاضطرابات الشخصية في حقبة كوفيد-١٩: التحديات واستراتيجيات المواجهة

Jun 5, 2023 | Loulewa Al Sayed, Mental health

بقلم لوليوا السيد

نقلتها إلى العر بية نور جابر

وفقًا لمعظم الخبراء، كان لكوفيد-١٩ تأثير كبير على العديد من جوانب الحياة، بما في ذلك الصحة النفسية. لم يقتصر الأمر على ملاحظة نتائج الصحة النفسية في الأشخاص المصابين بكوفيد-١٩، بل في كل من كان عليه الامتثال بالتدابير التقييدية التي تم وضعها. على وجه الخصوص، شوهدت معدلات عالية من القلق، والاكتئاب، وأعراض ما بعد الصدمة، والأرق، خلال المرحلة الأولى من تفشي المرض. إضافة إلى ذلك، أظهرت البحوث أنه ستستمر النواتج مثل الاضطرابات السلوكية وستبلغ ذروتها بعد انتهاء الوباء. ومع ذلك، ستكشف المقالة التالية تأثير الجائحة على الأشخاص الذين يعانون اضطرابات شخصية، وكيف تم معالجتها.

بالنسبة للأشخاص ضمن فئة اضطرابات الشخصية في المجموعة (أ)، فإن الميل إلى الرغبة في أن يكونوا بمفردهم هو في الواقع مفتاح سبب التزامهم بإجراءات الإغلاق الصارمة، ولكن أدى بدوره إلى تفاقم انسحابهم الاجتماعي. ووفقًا لنتائج دراسات متعددة، يميل الأشخاص ذوو السمات المعادية للمجتمع، مثل انعدام التعاطف وعدم احترام حقوق الآخرين، إلى عدم الامتثال للتدابير التقييدية المفروضة خلال الوباء.

فيما يتعلق باضطرابات الشخصية في المجموعة (ب)، أظهرت الدراسات أن التهور والثقة بالنفس المبالغ فيها هما في الواقع عوامل خطر لعدم الامتثال للتدابير الوبائية. إضافة إلى ذلك، وجد أن الأشخاص الذين يعانون اضطراب الشخصية الحدية لديهم خوف شديد من الهجر بالإضافة إلى عدم القدرة على تنظيم عواطفهم بشكل صحيح. كما أجريت دراسة أخرى على مرضى اضطراب الشخصية الحدية في أثناء الحجر الصحي ربطت عزل الشخص المصاب بتدهور النتيجة السريرية. ومن المثير للاهتمام، أجريت دراسة أخرى على مرضى اضطراب الشخصية الحدية حيث تم عزلهم أظهرت النتائج انخفاضًا كبيرًا في الخوف، والعار، والشعور بالذنب، وسلوكيات الأكل بنهم، والتوتر العام الذي يشعر به هؤلاء المرضى، ولكن زيادة محنتهم. كما أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت أن الأشخاص الذين يعانون اضطرابات الشخصية النرجسية أكثر عرضة للمعاناة من اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة للجائحة.

فيما يخص المرضى الذين يعانون اضطرابات شخصية المجموعة (ج)، يدفعهم قلقهم من التأثر بكوفيد-١٩ إلى الامتثال للتدابير الصارمة الموضوعة؛ ومع ذلك، قد يؤدي انعدام مرونتهم وإحجامهم عن التغيير في اضطراب الشخصية الوسواسية إلى العكس.

أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين يعانون اضطراب الشخصية الانفصامية، أو الانعزالية، أو النرجسية، كانوا أكثر عرضة لتصديق نظريات المؤامرة المحيطة بـكوفيد-١٩. إضافة إلى ذلك، ذكرت إحدى الدراسات أن الأفراد ذو شخصية انبساطية ومنفتحة لديهم مستويات أقل من الاكتئاب والقلق استجابة للوباء، وكذلك الأشخاص الذين لا يعتمدون على الآخرين كانوا قادرين على التكيف بشكل أفضل مع الوباء من أولئك الذين يعتمدون على الآخرين. فضلًا على ذلك، وجد أن المزاج القلق والدوري، والاكتئاب يرتبط بالضغط النفسي المعتدل إلى الشديد. وفي دراسة أجريت على الممرضات العاملات في المستشفى، تم تحديد أن الأفراد ذو سمات شخصية مقبولة، على سبيل المثال الأفراد المتعاونين والودودين، كانوا أكثر عرضة للإصابة بأعراض القلق استجابة للجائحة. ومن المثير للاهتمام أن المرضى الذين يعانون اضطرابات في الشخصية لديهم معدلات أقل من الإحالات والقبول في أثناء الإغلاق؛ وقد يعزى ذلك إلى الخوف من الإصابة بكوفيد أو إدخال التطبيب عن بعد.

زيادةً على ذلك، كان التدخل عبر الإنترنت الخيار الوحيد فيما يتعلق بعلاج اضطرابات الشخصية في أثناء الوباء. ومع ذلك، أظهرت الدراسات أنه لكي يكون فعال يجب أن يشمل التثقيف النفسي الذي يتكون من تقديم معلومات قائمة على الأدلة حول الاضطراب ليتمكنوا من فهم صراعاتهم بشكل أفضل؛ إضافة إلى ذلك، سيشمل أيضًا وحدة منظمة مصممة لمتابعة تقدم المريض بمرور الوقت.

في الختام، أصبح من الآمن أن نقول انه كان للوباء آثار سلبية متعددة على الأشخاص الذين يعانون اضطرابات في الشخصية، لم يتم تقديم بحوث كافية حول كيفية إدارة هذه الآثار بشكل صحيح. زيادةً على ذلك، يُعد الإجماع المشترك بين جميع الدراسات هو أن سمات الشخصية المختلة ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالنتائج السلبية في التعامل مع الوباء، وأن سمات الشخصية الوظيفية وفرت مهارات تأقلم أفضل للمتضررين.