نظرة عامة الى العلاجات النفسية: اختيار النوع المناسب لك من العلاج

بدأ العلاج النفسي مع فرويد. ابتكر التحليل النفسي الذي بدأ في أواخر القرن التاسع عشر. وكان هدفه الرئيسي – تعريف العلاج النفسي – وهو مساعدة الناس على تحسين نوعية حياتهم وصحتهم العقلية من خلال جلسات حوارية. ساعد فرويد الناس على فهم ذكريات الصدمات النفسية التي كبتوها وكذلك أحداث الماضي من أجل فهم هويتهم. بعض الأدوات التي استخدمها هي اختبار الترابط الحر. (على سبيل المثال: ما هي الكلمة الأولى التي تجول في ذهنك عندما تسمع كلمة «أمي»)، المقاومة (الحلقات التي لا تحب التحدث عنها)، الأحلام (باب فهم العقل الباطن)، الانتقال (كيف تعرض نفسك على الأشخاص الآخرين والمعالجين).

يعد العلاج الإنساني نوع آخر من العلاج، له طريقة نظرية للتركيز على الجوانب الإيجابية للحياة. تأخذ فلسفته في عين الاعتبار النضالات واللحظة الحالية، على عكس التحليل النفسي الذي يركز على الماضي. يعتمد العلاج الإنساني بقوة على القبول والتعاطف لمساعدة الشخص على تحقيق إمكاناتهم الكاملة والكشف عن تفردهم في هذا العالم.

يركز العلاج السلوكي، كما يوحي اسمه، على السلوك. أحد أنواع العلاج السلوكي هو العلاج المنفر، وهو علاج شائع يساعد في التخلص من السلوكيات. فهو يجمع التحفيز السلبي بسوء السلوك التكيفي. على سبيل المثال، وضع طلاء أظافر مر لوقف قضم الأظافر. إزالة التحسس المنهجي هو نوع آخر من العلاج السلوكي يعمل على حل المخاوف والرهاب.

تدريجيًا، سيوجه المعالج المريض إلى الاسترخاء مع الاقتراب من خوف معين. على سبيل المثال، الاقتراب تدريجيًا من العنكبوت إذا كان المريض مصابًا برهاب العنكبوت.

برز العلاج المعرفي في ١٩٦٠، الذي بدوره يركز على سوء السلوك التكيفي والمشاعر لتغيير الأفكار غير العقلانية والمعتقدات غير الواقعية. من خلال تغيير تصورات المرء وأفكاره، يعتبر العلاج السلوكي المعرفي، أن المشاعر المرتبطة بهذا الفكر ستتغير وبالتالي يتغير السلوك من خلال تغيير تصورات المرء وأفكاره. سيبذل المعالج السلوكي مجهودا في سبيل إيجاد تقنيات لتحسين حالة المريض من خلال منحه واجبات منزلية ومتابعة أسبوعية.

يساعد العلاج السلوكي الجدلي المريض على أن يصبح واعيا” ومتأصلا” أكثر ومدرك أن الحياة من الممكن أن تكون وعرة. كما أنه يساعد على تقبل المعاناة الناجمة، وإدارة المشاعر، وتنظيم العلاقات، ويرشدنا إلى تقبل المشاعر على أنواعها وتسميتها من دون إصدار أحكام. وهو فعال في الغالب لاضطراب الشخصية الحدية، واضطراب ما بعد الصدمة، وتعاطي الممنوعات، ولاضطرابات ثنائية القطب، واضطرابات الأكل.

يعد اختيار نوع العلاج ليس بالأمر السهل، لكنه يستحق ذلك. فمن أجل العثور على أفضل نوع علاجا”، يجب على المريض أن يطرح أسئلة محددة، على سبيل المثال: ما هي المخاوف التي أريد معالجتها؟ ما الذي يعترض طريقي؟ ما مقدار التنظيم الذي أريده؟ هل أريد اكتساب الإدراك أم التغيير؟ يؤدي ذلك إلى تحديد نوع العلاج بدقة، إذا كان المريض لا يعرف ما هو العلاج الأنسب له. أبلغ الناس عن تحسن بنسبة 80٪ في حياتهم، بعد عام واحد من العلاج المتواصل وفقا للأبحاث. كما ثبت علميًا أن العلاج يساعد الأشخاص على التعامل مع المواقف الصعبة بشكل أفضل، على عكس لأشخاص غير المعالجين، ويساعدنا على الأداء بشكل أفضل في حياتنا اليومية بشكل عام.

ولسوء الطالع، لا تزال استشارة أي نوع من المعالجين من المحظورات اجتماعيا في الشرق الأوسط. أدى عدم التيقن المالي وعدم الاستقرار في الحياة المهنية ونقص الوعي بالمشكلات النفسية إلى خلق مزيج خطير يهدد منطقة الشرق الأوسط بأزمة صحية عقلية. ترتبط مشاكل الصحة العقلية بالعار والاحتقار وعدم الاحترام الذي غالبًا ما يؤدي إلى إضفاء الطابع الداخلي للمشاكل.

لا يزال العلاج في قيد الطور، ثمة أكثر من 450 نوعًا من العلاجات اليوم، مثل العلاج بمساعدة الحيوانات إلى العلاج بالفن. كما بنى فرويد مسارًا لن يتوقف عن التطور، إلى جانب ذلك، يشق نمو التقنيات الشاملة والشرقية طريقه إلى البحث العلمي، كما أدخل علماء النفس تقنيات مثل اليوغا ولبراناياما (التنفس) والتأمل. في نهاية المطاف، الصحة العقلية ليست وجهة ولكنها رحلة على الجميع أن يستكشفها.