الرياضة و الصحة النفسية

May 3, 2023 | Laila Al Akel, Mental health

بقلم ليلى العقل

نقلتها إلى العر بية نور جابر

لا بدّ انّك سمعت طوال حياتك أن الرياضة مفيدة لصحتك. ولكن هل تعرف كيف تضيف إلى صحتك بالضبط، وهل ثمة فوائد أخرى للرياضة بخلاف تحسين مستوى الصحة؟ علاوة على ذلك، هل تعمل الرياضة دائمًا على تحسين مستوى الصحة؟ ستجيب هذه المقالة على كل هذه الأسئلة بأبحاث ودراسات قائمة على الأدلة.

التأثير متعدد التخصصات للرياضة:

تؤثر الرياضة بشكل إيجابي على الصحة النفسية والأداء الأكاديمي حتى الشيخوخة!

أالصحة النفسية:

أولاً، يؤدي ممارسة الرياضة إلى زيادة مستويات الإندورفين وتقليل مستويات الأدرينالين والكورتيزول التي تساعد على تخفيف مستويات التوتر. كما تساعدك على تحويل تركيزك نحو النشاط الذي تقوم به وبذلك يهدئ ذهنك ويتحسن مزاجك. ومن المثير للاهتمام أن هذه التأثيرات تتسم بمميزات أكثر عندما يشارك الشخص في الرياضة الجماعية بدلاً من الرياضة الفردية. أبلغت إحدى الدراسات عن انخفاض في أعراض القلق والاكتئاب لدى المراهقين الذين مارسوا الرياضة الجماعية ووجدت دراسة أخرى أن المراهقين النرويجيين الذين لعبوا في النوادي هم أقل عرضة للإدمان على تدخين السجائر وتعاطي القنب. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تحسن الرياضة بعض أعراض اضطرابات الصحة النفسية مثل صعوبة التفكير وفقدان الدافع المرتبط بالفِصام. 

 ب – الأداء الأكاديمي:

وجدت إحدى الدراسات التي أجريت في ولاية كارولينا الشمالية أن طلاب المدارس الإعدادية الذين شاركوا في الرياضة في مدرستهم حققوا إنجازات أكاديمية، بالإضافة إلى التقدير الإيجابي للذات والصورة الجسدية. علاوة على ذلك، قام فريق البحث من مركز بيركنز في جامعة سيدني بمراجعة 115 دراسة أجريت في جميع أنحاء العالم على طلاب المدارس الإعدادية والثانوية. تظهر هذه الدراسات أن الطلاب الذين شاركوا في الرياضات المدرسية كانت نتائجهم الأكاديمية أفضل من أولئك الذين شاركوا في الرياضة خارج المدرسة.

ج- الشيخوخة:

من المرجح أن يتمتع كبار السن الذين يمارسون الرياضة بتوازن أفضل في الجسد، إضافة إلى امتناعهم عن السقوط حيث تصبح بنيتهم أقوى وأكثر مرونة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الرياضة على تحسين وظائفهم المعرفية، وتعزيز مزاجهم، والسماح لهم ببناء علاقات اجتماعية ضرورية لرفاههم. ولا تقتصر الرياضة على مساعدة كبار السن فحسب، بل تساعد الشباب أيضًا في إبطاء عملية الشيخوخة. يمكن أن تعمل التمارين على المستوى الخلوي، وتقليل معدل فقدان التيلوميرات في نهايات خيوط الحمض النووي، وبذلك إبطاء عملية الشيخوخة.كما تظهر إحدى الدراسات انخفاضًا بنسبة 75٪ في فقدان التيلومير لدى العدائين المسنين! علاوة على ذلك، تعزز التمارين الهوائية تدفق الدم والأوكسجين إلى الدماغ وتزيد من وظيفة منطقة دماغية تسمى التلفيف الحزامي الأمامي مما يحسن الإدراك والتركيز.

التأثير السلبي للرياضة على الصحة النفسية:

يُعد أي نشاط ضارًا بالصحة النفسية عندما يرتبط بالتوتر وكثيرًا ما يُلقي بالضغط على الفرد. فمن المنطقي أن الأشخاص الأكثر عرضة للآثار السلبية للرياضة هم الرياضيون. قد يواجه نخبة الرياضيين على وجه الخصوص أكبر قدر من الضغط لأنهم عادة ما يشاركون في المسابقات الوطنية والدولية. يتعرض الرياضيون لضغوطات لتحقيق التوازن بين العمل، والتحصيل الأكاديمي، والممارسات، والحياة الشخصية، مع الاضطرار إلى البقاء في حالة جيدة وصحية في جميع الأوقات. وفيما يلي بعض الآثار السلبية للرياضة على الصحة النفسية:

أقد تؤدي الرياضة إلى تفاقم الاضطرابات الغذائية لدى الرياضيين:

ثمة العديد من عوامل الخطر الذي يؤدي إلى الاضطرابات الغذائية لدى الرياضيين بما في ذلك:

أولاً – التأثيرات الأسرية، والنقد العالي، وطريقة الوالدين في تناول المواقف، والطلاق، وما إلى ذلك. 

ثانياً – العوامل الفردية: ضعف تقدير الذات، والسعي للكمال، والتضحية بالذات، وما إلى ذلك.

ثالثاً – العوامل الرياضية: الإصابة، والمرض، وبيئة التدريب، وفقدان المدرب، وما إلى ذلك.

العوامل الضعف العامة: العامل الوراثي، والضغط الاجتماعي، وصدمات الطفولة، وما إلى ذلك.

ثمة الكثير من الاستبيانات التي بإمكانها تقييم الرياضيين المعرضين للخطر وواحد من أبسطها هو اختبار SCOFF الموضح أدناه. إذا أجاب الرياضي بـ «نعم» على اثنين في الأقل من الأسئلة، فمن المحتمل أنه يعاني اضطرابات غذائية ويجب إحالته إلى مختص فوراً.

ب – قد تؤدي الرياضة إلى متلازمة الإفراط في التمارين OTS:

تُعد متلازمة الإفراط في التمارين هي انخفاض في الأداء الرياضي بسبب التمارين المفرطة من دون راحة كافية إلى جانب اضطرابات المزاج. تم الإبلاغ عن متلازمة الإفراط في التمارين OTS أول مرة في الثلاثينيات ولكن من الصعب تشخيصه وعلاجه بسبب طبيعته المعقدة والبيانات الصغيرة المنشورة عنه. تختلف متلازمة الإفراط في التمارين OTS عن الإفراط الوظيفي وغير الوظيفي بحلول الحقبة الزمنية اللازمة ليتمكن الشخص من الأداء مرة أخرى. تُعد متلازمة الإفراط في التمارين الأشد وقد تستغرق شهورًا أو حتى سنوات حتى يتعافى الشخص من الضغوطات المؤدية إليه. ثمة العديد من الفرضيات وراء التسبب في متلازمة الإفراط في التمارين OTS ويجب إجراء المزيد من الدراسات لفهم هذه الحالة بشكل أفضل.

ج – قد تزيد الرياضة من أعراض الاكتئاب والتوتر:

قد يعاني الأطفال الصغار من الكثير من التوتر من الآباء أو المدربين النقديين. من ناحية أخرى، قد يكون لدى الرياضيين الأكبر سنًا توقعات عالية جدًا لأنفسهم مما يضعهم تحت ضغط كبير قد يؤدي إلى الاحتراق النفسي. إضافة إلى ذلك، تزيد توقعات الأداء، والإصابات، والتقاعد عن الرياضة، من خطر الإصابة بالاكتئاب بين نخبة الرياضيين.